اهــــــــلا وسهلا بكم فـــــــي منتدئ انوار اهل البيت
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
مع تحيات ادارة المنتدى
اهــــــــلا وسهلا بكم فـــــــي منتدئ انوار اهل البيت
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
مع تحيات ادارة المنتدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالمعلوماتأحدث الصورالتسجيلدخولمركز رفع الصور
السلام عليكم الى اعضاء ومشرفي المنتدى لقد تم نقل المنتدى الى الرابط التالي http://www.allalbet.eb2a.com/vb اهلا وسهلا بكم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» إنتقال النور المحمدي
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالخميس فبراير 19, 2015 1:28 pm من طرف اللهيوي الوهابي جعفر

»  علامات تميز الاشراف عن غيرهم
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالجمعة يناير 30, 2015 1:32 pm من طرف اللهيوي الوهابي جعفر

»  اقوى كلمه في اللغة العربية
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 19, 2011 5:54 am من طرف هلال التريكي

» السلام عليكم
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 10, 2011 12:10 am من طرف خادم الحسين

» من محاسن كلام الإمام الرضا عليه سلام الله
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 09, 2011 8:58 pm من طرف الحوراء الطهر

» علي أمير المؤمنين ( عليه السلام )
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 09, 2011 10:40 am من طرف الحارس

» صـــــــــــوركم
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 09, 2011 10:17 am من طرف الحارس

»  التحفة العلوية في تصحيح أعتراف ابو بكر بالهجوم على بيت فاطمة الزكية
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 09, 2011 10:05 am من طرف الحارس

»  ومضة
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 09, 2011 10:03 am من طرف الحارس

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أفضل 10 فاتحي مواضيع
الحارس
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_rcapمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Voting_barمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_lcap 
الحوراء الطهر
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_rcapمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Voting_barمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_lcap 
نور الهداية
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_rcapمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Voting_barمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_lcap 
هلال التريكي
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_rcapمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Voting_barمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_lcap 
خادم ابا الحسن
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_rcapمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Voting_barمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_lcap 
ام حسين
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_rcapمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Voting_barمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_lcap 
خادم الحسين
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_rcapمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Voting_barمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_lcap 
اللهيوي الوهابي جعفر
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_rcapمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Voting_barمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_lcap 
al3anood
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_rcapمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Voting_barمن ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
©«-.¸¸.-»© سجل حضورك اليومے بالصلاة علے محمد وآل محمد ©«-.¸¸.-»© ‏
مسابقة 1000 فضيلة للامام علي "ع" ليدخل كل محب لعلي
احاديث اهل البيت
مطاردة شعرية بالابوذية
قصة يجب قراتها
من حياة المستبصرين
فضل سجدة الشكر
استفتاء للسيد السيستاني ( دام ظله ) حول العرفان ومن يدعيه
اهداء الى الجميع من مستبصرة
السيد السيستاني رجل الساعة
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
تصويت
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 46 بتاريخ الأربعاء يناير 31, 2024 3:30 pm
سحابة الكلمات الدلالية
البيت

 

 من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الحوراء الطهر
مشرفة
مشرفة
الحوراء الطهر


الجنس : انثى
عدد المساهمات عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
المزاج المزاج : الشكر لله دوما

من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Empty
مُساهمةموضوع: من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور   من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 07, 2011 2:51 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

تُعدُّ علامات الظهور من أولويات الثقافة المهدويّة التي تشغل حيزاً مهمّاً من مساحة الفكر الإسلامي، بل الإنساني على العموم.
فالمهدويّة لم تكن مقتصرة على معطيات الدين الإسلامي بقدر ما هي حالة إنسانيّة تتطلّع إليها كلّ الطبقات المحرومة والمستضعفة، بل يمكن أن تتعدّى إلى الطبقات الاُخرى من التركيبة الإنسانيّة عموماً. فالتوجّهات الإنسانيّة لا تقف عند حدّ إشباع الضرورة، بل تتعدّى إلى مراقي الكمال، فهي تنشد الوصول إلى ما يشعرها بإنسانيّتها وكرامتها متحدّيةً كلّ مظاهر (الابتذال) الإنساني الذي من شأنه أن يهدر إنسانيّة الإنسان المقدّسة. فالصراعات الدوليّة، والتنافسات السياسيّة تُرهق تلك الإنسانيّة المعذّبة التي فتحت عينيها على ذلك التنافس المقيت، فقضيّة قابيل وهابيل تحكي بذرة التنافس المشؤوم، والتمرّدات على نواميس النبوّة تُظهر ما تخفيه مكنونات النفس وخفاياها من التمرّد على كلّ ما هو خير، وبذلك تتسيّب توجّهات النفس إلى الحدّ الذي معه تفقد قابليّاتها على الانقياد إلى ما من شأنه أن يكون سبباً لسعادتها، من هنا عرفنا سبب تلك الصراعات الإنسانيّة على امتداد تاريخها، لذا فهي ضحيّة التنافسات لتحقيق غاياتها على حساب المبادئ، وسحق طموحات الإنسان للعيش بسلامٍ وكرامة، هكذا تجد الإنسانيّة حاجتها إلى الاصلاح مهما مورست رغبات الإصلاح ضمن تنظيراتٍٍ وضعيّة وكلّفتها بعض الاُطروحات الوضعيّة التي تعهّدت بتحقيق طموحات الإنسانيّة من أجل كرامتها المهدورة، إلاّ أنّها لم تحقّق رغباتها في هذا المجال لقصور توجّهاتها عدا في نطاقها المصلحي الضيّق؛ لذا فلا بدّ للإنسانيّة أن تتربّص للإصلاح، وأن ترنو إلى المنقذ المصلح، وأن تتوخّى ذلك اليوم الذي فيه يُثأر للمظلوم من ظالمه، ويُنتصر للحقّ من غاصبه.
إذن فالجميع يتّفق على ضرورة الإصلاح بعد ما تفشّى الفساد، وحتميّة العدل بعد ما عمّ الظلم، وبسط القسط بعد انتشار الجور، وليس لهذه الدوافع سوى الفطرة، ولا لهذه الدواعي غير الضرورة، أي ضرورة أن يعيش الإنسان وقد تمتّع بكلّ حقوقه، وأن يحيا على هذه
الأرض وقد أنِسَ بالسلام.
وإذا كان الأمر كذلك فليتّفق الجميع على أي هذا المصلح سيكون أهدى، وأيّه أوفق وأقوم؟ على أنّ صفات هذا المصلح وخصوصيّاته قد توفّرت لدى مهدي أهل البيت عليهم السلام، حيث العصمة التي ستكون أهمّ خصوصيّات القائد المصلح، والتي تقتضيها مهمّة الإصلاح العالميّة، ولعلّ الجميع سيتّفق على هذا المصلح من حيث المبدأ دن النظر إلى التفاصيل والخصوصيّات، وبمعنى آخر أنّ الجميع سيكون في حالة انتظار تقتضيها دواعي الإصلاح، فإذا اتّفق الجميع على المصلح الواحد فعند ذاك تتقارب الوجهات المتباينة، وتتّفق على قضيّة الانتظار، وتكون لثقافته أثرها في تعزيز المشروع المهدوي وارتكازه في النفوس، ومن ثمّ تطلّعات البشريّة لذلك اليوم الموعود.
من هنا نستشعر ضرورةً اُخرى تكون في أولويات تطلّعات ثقافة الانتظار، وهي ثقافة علامات الظهور؛ إذ تلك الثقافة تكاد تكون معدومة لدى كثيرٍ من اُولئك الذين يتشوّقون لحلول اليوم الموعود، والسبب في ذلك أنّ لهذا الانعدام مبرّراته.
أوّلاً: لم تكن روايات علامات الظهور واضحة يمكن قراءتها بسهولة؛ لما امتازت به هذه الروايات من غموضٍ مقصود، ورموزٍ خاصّة حاولت معها هذه الروايات أن تكون بمنأى عن الرقيب الذي كان يتحيّن الفرصة لتطويقها بمطاردة رواتها ومَن يعتقد بها؛ لما تحمله هذه العلامات من تهديدٍ لمستقبله ومستقبل نظامه.
ثانياً: تتناسب روايات علامات الظهور في تداولها تبعاً لازدهار الثقافة المهدويّة حينئذٍ، فإنّ المنتظر لا يعدو عن متابعٍ توّاقٍ لعلامات الظهور، وفي خلاف هذه الحالة تجد أنّ علامات الظهور تعاني تراجعاً واضحاً في متابعتها والبحث عنها، ومعلوم أنّ الثقافة المهدويّة تخبو وتتوهّج تبعاً لحالات الظرف السياسي الذي يدخل سبباً في تحجيم أو إطلاق هذه الثقافة.
ثالثاً: تعاني روايات علامات الظهور من (محاصرةٍ) معينة تسبّبها التشدّدات السنديّة التي لا يسمح البعض بتداولها ما لم يطمئنّ سندياً من صحّتها؛ لذا فإنّ الكثير من هذه العلامات تُطرح سندياً ويتوقّف البعض من التعاطي معها، في حين يحصل لدى الآخرين اطمئنان بصحّة صدورها والعمل على أساسها. إلاّ أنّ لدواعي متابعة علامات الظهور ما يبرّرها كذلك:
1 _ تعدّ علامات الظهور جزءاً من الثقافة المهدويّة، أو قل من ثقافة الانتظار، فإنّ المنتظر يتطلّع إلى ذلك اليوم الموعود، وهو يحرص كثيراً على متابعة ما يكون علامةً على اقتراب وقت الظهور، فإنّ ذلك جزءاً من اهتمامه لمعرفة تكليفه حيال انتظاره للإمام، لذا فإنّ حالة الشوق التي يكنّها للإمام عليه السلام تدفعه إلى مراقبة ما يكون من شأنه بشارةً أو إنذاراً ليوم ظهوره الشريف.
2 _ أنّ الطبيعة الإنسانيّة حريصةٌ على معرفة آفاق المستقبل وخصوصيّات مجريات ما سيحدث مستقبلاً في غابر الزمان، فالنفس تتطلّع _ خوفاً أو طمعاً _ لما سيجري مستقبلاً من أحداث حرصاً على حصولها بما يمكّنها من سعادتها أو خوفاً ممّا يهدّد مستقبلها؛ لذا فهي تحرص جادّة على معرفة ما يجري مستقبلاً وستكون علامات الظهور إحدى آليات تلك المعرفة الخفيّة.
وعلى كلّ حال، فلا يمكننا أن نتنكّر لخطورة ثقافة علامات الانتظار، فإنّ لدواعي متابعتها ما يبرّرها، ولعدم متابعتها ما يبرّرها كذلك لدى البعض، إلاّ أنّنا لا يمكن أن نتغاضى عن ذلك لما تشكّل هذه الثقافة جزءاً من ثقافتنا المحاصرة، وتراثنا المهدور.
التشدّد السندي
أم التسامح السندي؟
تُعدّ مسانيد الروايات إحدى آليات معرفة الصدور، فالسند لا يعدو عن آليةٍ للوثوق بجهة الصدور، أي السند لم يكن بحدّ ذاته غاية يتابعها الباحث، بل هي وسيلة من خلالها يطمئنّ الباحث من صدق صدور الرواية ومعرفة جهتها، على أنّ الوثوق لا يتوقّف أحياناً على صحّة وصدق صدورها، وهذا يمكن تطبيقه على ممارسة الاستنباط الفقهي والبحث الاُصولي؛ إذ لا يمكن للفقيه أن يفتي في حكمٍ فقهي ما لم تكن هناك أدلّة صحيحة يستند إليها في استنباطاته واجتهاده الفقهي، وكذا الحال في مباحث الاُصول، فإنّ للرواية الصحيحة أثرها في تقنين العمليّة الاُصوليّة والبتّ بها، وهكذا تتزايد أهمّية البحوث السنديّة تبعاً لأهمّية القضيّة المبحوث عنها، والتي يتوقّف العمل بها على الروايات الصحيحة، في حين أنّ التشدّد السندي لا يُعدّ من الضرورة بحال في أحيان اُخر، فالقضيّة التاريخيّة لا تحتاج في بعض الأحيان إلى التشدّد السندي في روايتها، فلعلّ تناقلها يتعاطاه الثقة وغير الثقة لما تُحدثه هذه القضيّة من وقعٍ في نفس المشاهد فيتناقلها عنه الرواة كونه شاهدُ عيان حدثت هذه القضيّة أمامه.
نعم، هناك من القضايا التاريخيّة التي لها أثرها في السير العلمي أو في ملازمات البحوث الاُخر، فإنّ التشدّد السندي سيكون داعياً لمعرفة صحّتها والوثوق من وقوعها.
وكذا الحال فيما يتعلّق بروايات علامات الظهور، فلعلّ الحال بها أدعى إلى التسامح السندي منه إلى التشدّد؛ ذلك لأنّ علامات الظهور ما هي إلاّ إشارات مستقبليّة تُشير بها هذه الروايات إلى ما يمكن وقوعه تزامناً أو قبيل اليوم الموعود، وهذه الحالة _ وهي معرفة ما يدّخره المستقبل من اُمور _ تتوق إليها النفوس عموماً بغضّ النظر عن توجّهاتها وما تتّصف بها من ثقةٍ وعدالة أو خلاف ذلك، فإنّ النفس الإنسانيّة حريصة على معرفة ما تلاقيه من مستقبلٍ مجهول يضمّ بين جنباته مفاجئاتٍ تكون سبباً لسعادته، أو داعياً لشقائه، لذا فالإنسان يتطلّع إلى متابعة هذه العلامات وملاحقة ما روي في شأن المستقبل، ممّا حدى أن يكون هناك اهتماماً خاصّاً لدى البعض في معرفة هذه العلامات أو رواتها بغضّ النظر عن كون هذا الراوي أو ذاك ثقة أم لا، أي أنّ حالة الانبهار لدى النفوس سبباً في ملاحقة مثل هذه الأخبار ومتابعة تفاصيلها، فلربّما يهتمّ بها من كان ثقةً أو يتابعها غير الثقة على أساس معرفة ما سيحدث، لذا فلا مجال للتشدّد السندي في هذا المضمار؛ إذ على أساس التشدّد سنطرح الكثير من هذه الروايات التي أوْلى الاهتمام بها الثقة وغير الثقة على السواء. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإنّ لعلامات الظهور قرائنها المزامنة لها التي تدلّ على صحّة ورودها أو عدمه، بل أنّ القرائن التي تحدث في أجواء مناطق الظهور تشير إلى إمكانيّة تحقّق هذه العلامات، بمعنى أنّ هناك دلائل في الاُفق تشير إلى بوادر هذه العلامات والإشارة إلى تحقّقها مستقبلاً؛ لذا فمن غير العملي أن نشدّد في أسانيد هذه العلامات، فإنّ للقرائن العامّة أثرها في قبول أو عدم قبول مثل هذه العلائم.
على أنّ التسامح في أسانيد هذه الروايات والتعاطي معها سبباً في معرفة هذه العلامات بالجملة بغضّ النظر عن تفاصيلها، أي يمكننا أن نتعرّف جملةً على ما سيحدث مستقبلاً تاركين تفاصيل ذلك إلى المستقبل، وما من شأنه تحقيقه، هذا إضافة إلى أنّ الاحتياط في معرفة بعض تكاليف يوم الظهور داعياً إلى التسامح في مثل هذه الروايات، فإنّ العقل يدعو إلى أن نحتاط فيما سنلاقيه من فتنٍ وملاحم كما هو الحال فيما لو أخبرنا أحدهم بأنّ ما يلاقينا في طريقنا هذا خطراً ما، فإنّ العقل يدعو إلى أن نحتاط ونحذر فيما سنلاقيه تحرّزاً من الوقوع في الهلكة، وهذا بغضّ النظر عن كون المخبر ثقةً أم لا، وكذا الحال في علامات الظهور، فإنّ احتمال وقوعها سيجنّبنا من خطر الوقوع في مهالك تودي بنا وبمستقبل ما نصبو إليه.
روايات اليماني
بين الندرة والرمزية
تواجه الباحث عن شخصية اليماني (أزمة) الندرة في الروايات الكاشفة عن شخصيته فضلاً عن الرمزية التي تتصف بها تلك الروايات.
أما الرمزية فهي الظاهرة التي تكاد تكون عامة في بحوث الملاحم والفتن، وهذه الظاهرة لها مبرراتها، إذ حالة التقية والكتمان إحدى دواعي سلوكية الرواة مراعاةً لظرف التلقي بل وظروف المتلقي.
أما ظرف التلقي فانّ حالة التوجس التي يعيشها النظام السياسي تكاد تُضفي بظلالها على الوضع الفكري العام، فتحديد إنسيابية المعلومة أو تداول المفردة المعلوماتية تتحدد ضمن سياقات الحاكم أو الدوائر الثقافية التابعة له، وبالتالي فستُصادر تلك المعلومات بمحاولات (مسخية) تمسخُ واقعية المعلومة الواردة من منابعها فضلاً عن ملاحقة رواتها واستئصالهم، لذا فقد عمد أئمة الهدى صلوات الله عليهم على التحفظ بقدرٍ كافٍ عند إلقاء هذه الملاحم بمحاولاتٍ رمزيةٍ لا تستهدف النظام السياسي في الظاهر أو بشكل مباشرٍ جلي. وبهذا الاسلوب حُفظت الكثير من روايات الملاحم والفتن واستطاعت الوصول إلى أيدينا بشكلٍ يحفظ سلامتها من التحريف والتشويه فضلاً عن التلف والضياع.
هذه مجمل دواعي الرمزية التي امتازت بها أخبار الملاحم والفتن ومن ضمنها روايات اليماني.
أما حالة الندرة التي تعانيها روايات اليماني فهي ظاهرة تستحق التوقف والتأمل عندها.
فقد عمد أهل البيت عليهم السلام إلى محاولة التحفظ على شخصية اليماني وتخفّي ملامحه بشكل واضح يثير التساؤل، وربما يمكن درج أسباب ذلك في المبررات التالية:
أولاً: عمد أهل البيت عليهم السلام إلى إسباغ حالة الكتمان على شخصيات عصر الظهور التي ستكون تحت قيادة الإمام عليه السلام أو التي ستوظف لنصرته، وذلك خشيةً على سلامة هذه الشخصية وإبعادها عن الملاحقة والمطاردة من قبل السلطات المتربصة لها، لذا فانك تجد الاشارة المقتضبة لهذه الشخصيات أمثال اليماني والحسيني والخراساني والهاشمي.
ثانياً: محاولة إضفاء أكثر من تسمية على هذه الشخصيات لايهام القوى المناوئة لها من تشخيصها وبالتالي ملاحقتها، فمثلاً: أُطلق على اليماني القحطاني في روايات، وفي أخرى المنصور، وفي غيرها الخليفة اليماني، وفي بعضها الملك اليماني وفي رابعة الحارث، كما أطلق على الخراساني في بعض الروايات، وعمدت أخرى إلى تعريفه بالحسني وفي ثالثة بالهاشمي وفي أخرى بصاحب الرايات السود.
ثالثاً: محاولة التداخل في التسميات والمصطلحات، فلعل اليماني مرة أطلق عليه الحسني والحسني وصف بالخراساني، ومرة على الحسني أطلق الخراساني، وعلى الخراساني وصف بالهاشمي، وهكذا تتداخل الأسماء على مسميات مختلفة يضطرب فيها الباحث لتشخيص أيّها أصدق، بل تشددت بعضها أكثر من ذلك في السرية والتكتم فلم تصف اليماني بأية صفةٍ بل أشارت إلى مواصفاته، ففي حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: إذا انسابت عليكم الترك، وجهّزت الجيوش إليكم ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال...إلى أن يقول: ويحصر الناس بدمشق ويخرج أهل المغرب وينحدرون إلى مصر، فاذا دخلوا فتلك أمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمدٍ... إلى آخر الحديث(1)، وخروج رجلٍ قيل السفياني يدعو إلى آل محمد صلى الله عليه وآله ينطبق على اليماني، وهذه أقصى غايات السرية والكتمان في التحرز عن ذكر شخصيات الظهور المناصرة لحركة الإمام عليه السلام.
رابعاً: يستفاد من حالة الاضطراب الأولي في المعلومات إلى قطع الطريق على الحركات والدعاوى الفاسدة من أن تتمثل بهذه الحركات الاصلاحية، وإيقاف حالات التجني والدعاوى الكاذبة لبعض الأشخاص من تقمّص هذه الشخصيات الاصلاحية ومحاولات ابتزاز السذّج من الناس واستغلال هذه التسميات للاستفادة منها. بينما حالات عدم التشخيص تساعد على سرعة اكتشاف هذه الدعاوى الكاذبة فوراً ومعرفة زيف مدّعيها.
وبالمقابل فانّ شخصيات الظهور (السلبية) قد عمد أهل البيت عليهم السلام إلى كشفها بشكل لا يخفى على أحد وذلك للدواعي التالية:
أولاً: إن شخصيات الظهور السلبية هي في عداد الخطر المداهم للجميع، ومعرفة مشخصاتها يوجب معرفة هذا الخطر والتحفظ منه، ومحاولة فضح وتعرية هذه الشخصيات سيقطع الطريق على محاولات زيف ودجل هذه العناصر المناوئة لحركة الإمام عليه السلام والمعرقلة لظهوره.
ثانياً: عمدت روايات الظهور إلى الاعلان عن أسماء هذه الشخصيات والاشارة إليها لمحاولة إبعاد أتباعهم عن الانخراط في صفوف تنظيماتهم بعد محاولة هذه الشخصيات إلى إعداد نفسها وظهورها بشكل تنظيمي وبدعاوى إصلاحية عادلة، وقد تحاول تغطية أهدافها البشعة بشعاراتٍ إصلاحيةٍ براقةٍ تستثير حفيظة البعض للانخراط إلى تشكيلاتها.
فقد أشارت روايات السفياني إلى أن اسمه عثمان بن عنبسة وهو أموي ينتسب إلى خالد بن يزيد بن معاوية وبعضها نسبته هكذا: هو حرب بن عنبسة بن مرة بن كلب بن سلمة بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس..(2)، وحاولت بعض الروايات الاشارة إلى السفياني الأول وهو كالممهد للسفياني الثاني: حيث شخّصت هذه الروايات إلى أن السفياني الأول رجلٌ مرواني ينتسب إلى البلاد الشامية. بل أشارت الروايات إلى أن السفياني الثاني وهو الذي سيكون له شأنٌ (سلبي) في أحداث الظهور هو من الوادي اليابس، وتشخيص الوادي اليابس جغرافياً يعين المتتبع على معرفة نشوء حركته ومحاولات تفادي خطره أو الانضمام إليه.
وإذا حاولنا أن نضع بين أيدينا نماذج للروايات الواصفة لشخصية السفياني والتي تشير إلى أهم مشخصاته ودلالاته يتضح لنا مدى الحرص على تشخيص مثل تلك الشخصيات الخطيرة والاشارة إلى التحرز منها ولكن بعد معرفتها: فعن الحارث بن عبد الله قال: يخرج رجل من ولد أبي سفيان في الوادي اليابس في رايات حمر، دقيق الساعدين والساقين، طويل العنق، شديد الصفرة، به أثر العبادة.(3)
وفي روايةٍ أخرى عن أرطاة قال: يدخل الأزهر ابن الكلبية الكوفة فتصيبه قرحة، فيخرج منها فيموت في الطريق، ثم يخرج رجل آخر منهم بين الطائفة ومكة، أو بين مكة والمدينة، من شبب وطباق وشجر بالحجاز، مشوّه الخلق، مصفّح الرأس حمش الساعدين، غائر العينين، في زمانه تكون هدّة.(4)
على أن هذه الأخبار ترجع في مآلها إلى النبي صلى الله عليه وآله إلا أن الراوي يرويها بما وعاها عن غيره وكأنه يرسلها إرسال المسلّمات، وهذه إحدى خواص أخبار الملاحم، حيث يتعهد الراوي بذكر ما يكون في مستقبل الزمان مرتكزاً لديه صحة ما يرويه وعدم الحاجة لذكر من يروي عنه، ويتلقاها الناس منه على أساس الخبرة والدراية لهذه الأحداث وهم لفرط شوقهم لمعرفة ما تنطوي عليه الأيام من الحوادث والفتن فان المتلقي مستعد لتلقيه إياها دون حاجته لمعرفة ممن صدرت ومن أين وردت.
اليماني

وعلامات الظهور
تعد علامات الظهور وشروطه من الأهمية بمكان، خصوصاً في محاولة تعيين شخصيات الظهور وتشخيصها بما ينسجم وواقع الروايات الواردة بل واقع الأحداث كذلك.
فالظهور له شروطه وعلاماته... أما شروطه فهي ما يتوقف الظهور على تحققه وعلاقته بالظهور علاقة العلة بالمعلول والسبب بالمسبب، والشرط بالنتيجة. أما علاماته فهي بمثابة إرهاصاتٍ مبشرةً أو منذرة تعلن عن حلول يوم الظهور أو اقترابه بشكل لا يتيح لحيرة المتحير من مندوحة أو لعذر المعتذرِ من مجال.
على أن هذه العلامات تعد لطفاً إلهياً يتهيئ العالم من خلاله لاستقبال ذلك الحدث الحاسم أو اليوم الموعود، فالعلامات الحادثة منها أو القادمة في بعضها هي إشارة لامكانية الإنسان أن يقرر في خضمّها توجُهاته وانتماءاته، فهي تعدُ حقاً أدوات (إنذارٍ مبكّر) يستطيع من خلالها أن يتحسس الإنسان ما سيداهمه من تغييرٍ جذري على جميع المستويات، علماً أن لهذه العلامات قابلية التحقق من حيث البعد والقرب الزماني ليوم الظهور أو من حيث المقارنة نسبياً ليوم الظهور أو تلك التي لا تنفك عنه، فضلاً عن علاماتٍ تعد حتمية التحقق وعدمه تبعاً لمقتضيات تلك العلامة أو بالأحرى بما يتعلق ذلك في خصوص إرادته تعالى ومكنون حكمته.
وللوقوف على إحدى هذه العلامات الحتمية التي أكدتها الأخبار نستعرض بما توفرت بين أيدينا من أخبار اليماني لنستقرأ بعض شخصيات الظهور المحتومة باذن الله تعالى.
اليماني

من المحتوم
تُعدّ شخصيّة اليماني من الشخصيّات المهمّة التي نوّهت عليها روايات علائم الظهور.
ولم تزل شخصيّة اليماني مقرونةً بشخصيّةٍ اُخرى أولتْ لها الروايات أهمّيتها المتميّزة، وهي شخصيّة السفياني التي أشرنا إلى بعض ملامحه فيما سبق، وتكاد الروايات هذه تشير إلى العلاقة السببيّة بين هاتين الشخصيّتين وبين يوم الظهور.
فالسفياني يمثّل حالات الانحراف ومعالم الظلم، وستكون لهذه الشخصيّة أثرها المهمّ في يوم الظهور، الذي سيكون موقوتاً بحملات السفياني الظالمة، وسيتحرّك الإمام عليه السلام على ضوء ما تتركه هجمات السفياني على المناطق الآمنة وترويعه لمئات النّاس الآمنين، وقتلهم وتشريدهم، وسيكون ذلك التحرّك الطائش موجباً لظهور الإمام عليه السلام ، وصدّ حملات السفياني هذا، وتخليص المقهورين من ظلمه وبطشه.
وربّ سائل يتساءل: ألم تكن الانتهاكات الظالمة التي تُحدثها سياسات بعض الدول أو الجماعات أو الجهات الارهابيّة التي تسفك الدماء سبباً لظهور الإمام عليه السلام وانتصاره لهؤلاء المظلومين الذين تنتهكهم هذه الخروقات المحمومة؟ وهل سيكون السفياني وحده فقط ممثّلاً للانتهاكات الصارخة التي ترتكب في حقّ الأبرياء؟
وللإجابة على ذلك نودّ الإشارة إلى أنّ السفياني سيمثّل في تحرّكاته هذه أقصى غايات الظلم والبطش، وسيرفع شعارات الإرهاب العلنيّة دون أي سِتار، وسينادي بالإبادة الجماعيّة الشاملة لشيعة عليّ عليه السلام ، أي سيكون شعاره قتل شيعة عليّ، لا لشيء إلاّ أنّهم شيعة عليّ فقط، وذلك لكون هؤلاء سيمثّلون الإسلام الحقيقي في زمنٍ تسقط معه كلّ الأقنعة، ويتّضح فيها زيف المدّعيات الاُخرى.
في حين نجد أنّ الدول الجائرة والحركات الدمويّة الارهابيّة ترفع شعارات الاصلاح، وتحرير الإنسان من ظلم الآخرين وإنقاذه ممّا هو فيه من الظلم ومصادرة الحريّات، ومعلوم أنّ لهذه الشعارات (الإصلاحيّة) أثرها في تمرير سياسات الظلم والعدوان التي تنتهجها هذه الدول والجماعات، وبذلك فلا يُتاحُ للإمام عليه السلام التصدّي لهذه الانتهاكات، والإعلان عن كونها ضدّ حقوق الإنسان، ولعلّ في تصدّيه لها ستُثار حوله التساؤلات عن سبب تصديه لهذه الحملات (الاصلاحية) أو الحركات (التحررية) أو الاتّجاهات (الثوريّة)، وهكذا تُستغل هذه العناوين البرّاقة في مواجهة الإمام عليه السلام والتكتّل ضدّه، وستكسبُ هذه الدعاوى قسطاً من التأييد الشعبي، أو حتّى الدولي، وسيظهر الإمام عليه السلام في موقف (المحارب) للحركات (الإصلاحيّة) هذه.
في حين ستكون حركة السفياني توجّهاً سافراً في البطش والقتل والتنكيل والعبث والإفساد، وسيرفع شعارات الانتقام من آل عليّ وأتباعهم، حتّى ستكون هناك رغبةً عارمة في التصدّي إلى هذا السفياني الذي عاث في الأرض الفساد، وستكون دعوةً حقيقيةً لمساندة كلّ من تصدّى لهذه الانتهاكات، وإيقاف مدّ السفياني وظلمه وبطشه، حيث ستكون لتحرّكات السفياني أثرها في الرغبة للتصدّي ضدّه، خصوصاً إذا عرفنا أنّ انتهاكات سيُحدثها السفياني حين وروده المدينة، فهو يحاول الإساءة لحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته متجرّءاً بالانتهاكات التي يرتكبها حين تجاسره على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله، ومحاولة البحث عن قبر فاطمة الزهراء عليه السلام ونبشه.
فقد روى المقدسي في كتابه (البدء والتاريخ) أنّ انتهاكات السفياني تتجاوز حدّاً فاحشاً، حيث يسرد وقائع انتهاكاته منها:
(فيبقرون ¬_ أي السفياني وجيشه _ بطون الحبالى، وينشرون النّاس بالمناشير، ويطبخونهم في القدور، ويبعث جيشاً له إلى المدينة فيقتلون ويأسرون ويُحرقون، ثمّ ينبشون(5) عن قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وقبر فاطمة رضي الله عنها، ثمّ يقتلون كلّ من اسمه محمّد وفاطمة، ويصلبونهم على باب المسجد، فعند ذلك يشتدّ غضب الله عليهم، فيخسف بهم الأرض).(6)
هذه الانتهاكات تؤجّج الغضب والاستنكار لدى النّاس حتّى أنّهم ينتصرون لأي حركةٍ تكن مضادّة لحركة السفياني، وبذلك سيحصل تحرّك الإمام عليه السلام على تأييدات تُمهّدُ لانتصار الإمام عليه السلام وإنجاح مهمّته.
اليماني وحركة الإصلاح:
في ظلّ الظروف المتوتّرة والتي سيجد السفياني فرصته في التحرّك والاحتلال للمدن الآمنة، وفي ظلّ الهياج السياسي والصراع التنافسي بين الكتل والجماعات، وفي ظلّ هجمةٍ محمومةٍ ضدّ مذهب أهل البيت عليهم السلام ستكون هناك تحرّكاتٍ إصلاحيّةٍ حقيقية تقابل هذه الانتهاكات الخطيرة، وترفع شعارات الإصلاح الحقيقيّة على ضوء ما تجده من حاجةٍ ملحّةٍ للتحرّك والثورة على كلّ ما هو إرهاب، وسيتطلّب الظرف وقتذاك إدانةً (عمليّة) للتنافسات السياسيّة المسعورة التي تُصادر معها حقوق الإنسان، والهجمات التعسّفيّة من قِِبل جماعاتٍ تنتهكُ معها الحقوق المدنيّة والدينيّة والفكريّة للجميع، في ظلّ هذه الظروف الهائجة يتحرّكُ ثائرٌ قحطاني من القبائل القحطانيّة من أهل اليمن ليكون معبّئاً للتصدّي، ومن ثمّ رفع شعارات الإصلاح ضدّ ما يعانيه الجميع من هذه الانتهاكات، أي ستكون اليمن مسرحاً للجماعات الإصلاحيّة كما هو مسرحاً للجماعات الارهابيّة وتنظيماتها، وعلى ضوء ذلك فإنّ الثائر اليماني تُجيشُ لديه دوافع الإصلاح، وتتصاعدُ عنده دواعي الرغبة في الثورة على كلّ ما هو مخالفٌ للقيم، بمعنى آخر سيكون هذا اليماني ردّة فعلٍ للصراعات الفكريّة التي تُحدثها جماعاتٍ يمنيّةٍ أو تأوي إلى اليمن لتنفيذ برامجها هناك، وسيكون هذا اليماني مع غيره من المؤمنين يستقرأ التحرّكات العالميّة، ويُراقبُ الأحداث الداخليّة التي تجري من حوله، ولعلّه في هذه الأحوال الهائجة يندفعُ إلى استقطاب الطاقات الثقافيّة الإصلاحيّة ممّن يرون رأيه، أو سينضمّ إلى تنظيم إصلاحي حقيقي يرى ضرورة الإصلاح، وعلى أي حال سيكون لهذا اليماني الحظوة في قيادة مجموعته التي تعلن برامجها الإصلاحيّة والمنادية إلى رفض الظلم والإرهاب، وستكون دعوته في البدء تثقيفيّة داعيةً للرجوع إلى مبادئ الإسلام الحقيقي، والدعوة إلى نبذ العنف والتعايش مع الجميع بسلام، ولعلّ هذه الدعاوى لم تجد آذاناً صاغيةً في ظلّ احتدام الصراعات والهياج السياسي، بل لعلّها ستلاقي الرفض والمجابهة من قِبل تلك الجماعات، وفي ظلّ هذه الظروف ستكون هناك دعوةً مناقضةً تستهدفُ الإطاحة بمذهب أهل البيت عليهم السلام علناً دون أن تراعي أيّة قيم أو مبادئ، وهي
دعوة السفياني.
إذن هناك دعوتان متناقضتان تشغلان الحيز السياسي للمنطقة، وسيراقبُ الجميع تطوّرات هذا التقابل الذي يصاحبه تنافسٌ خطير، فبقدر ما تكون هناك دعوةً لاجتثاث اُصول التشيّع وأتباعه من قِبل السفياني، فإنّ هناك دعوةً لنصرة مذهب أهل البيت عليهم السلام، والرجوع إليه من قبل اليماني.
لماذا اليمن إذن؟
ولا ننسى أنّ جبهتي الصراع بين السفياني وبين اليماني ستكونان الشام واليمن، فمن جهته سيكون السفياني مقرّه الشام، وستكون اليمن مأوى اليماني المصلح، وبالتأكيد فإنّ لهذين الموقعين الجغرافيَّين استراتيجيّتهما اللوجستية ابّان الصراع، فالشام معقل الجماعات المتزمّتة أو المعادية فكريّاً لمذهب أهل البيت عليهم السلام إضافة لكون التواجد اليهودي المحاذي لمعقل السفياني أثره في دعم تحرّكات السفياني من أجل تأمين كيانه فضلاً عن كونه ممهّداً لامتداداته في المنطقة.
في حين تكون اليمن معقلاً صالحاً للحركة الإصلاحيّة التي سيقودها اليماني، فاليمن الذي عانى من صراعات الحركات المتشدّدة سيشعر فيما بعد بضرورة التخلّص من تلك الصراعات المتطرّفة، ويجد اليمن أنّه بحاجةٍ إلى دعاوى سلامٍ أكثر من محاولات عنف تطالُ أمنها وسيادتها، فضلاً عن كون هذه الحركات تكون سبباً لعدم الاستقرار في المنطقة، وسينسحبُ هذا الاضطراب على الحياة
الاقتصاديّة التي تحتاج إلى ازدهارها المناطق ذات الدخول الفقيرة أو المتوسّطة، فضلاً عن كون اليمن تعيش زيديّتها المغيّبة، فإنّ الزيديّة الحقيقية يمكنها أن تكون جسراً آمناً للعبور إلى شواطئ مذهب أهل البيت عليهم السلام، في حين نجد (الزيديّة السياسيّة) تنحرف عن أصالتها المذهبيّة، وتكون مأوى للحركات المتطرّفة المعادية لأهل البيت عليهم السلام، إلاّ أنّ بذرة الزيديّة ستعين اليمنيّين على استرداد شخصيّتهم المغيّبة في ظلّ الظروف السياسيّة والفكريّة الهائجة، أي أنّ الشخصيّة اليمنيّة ستعيد قراءة الأحداث من جديد، وتطالبُ نفسها بالرجوع إلى ذاتها الحقيقيّة، ثمّ الرجوع إلى عقيدتها الزيديّة دون انحراف، وستكون بوابّةً للدخول إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام، وبذلك فهي أكثر قبولاً لتلقّي ايّة دعوى لمناصرة الإسلام المحمّدي المتمثّل بمذهب أهل البيت عليهم
السلام.
هذا إلى جانب أنّ اليمن يشترك مع دولتين يكون فيها أنصار لأهل البيت عليهم السلام، كالمناطق الشرقيّة الجنوبيّة من المملكة العربيّة السعوديّة التي يقطنها شيعةٌ يوالون أهل البيت عليهم السلام بشكل يشهد لهم تاريخهم بكلّ اعتزاز، فضلاً عن عُمان كذلك التي يقطنها شيعة موالون، إضافةً إلى أنّ اليمن يحاذي الشواطئ الأفريقيّة من أثيوبيا والصومال وجيبوتي، وهي مناطق يقطنها مستضعفون يعانون الحياة الاقتصاديّة المتدنّية، فضلاً عمّا يشعره هؤلاء من حرمانٍ وتهميشٍ لدورهم الحياتي بالرغم من مواردهم الطبيعيّة الجيّدة، ممّا يدفعهم إلى تلقّي أيّة دعوة إصلاحيّة بالقبول، ولربّما سينخرطون في التنظيم الإصلاحي الذي يقوده اليماني، خصوصاً إذا قرأنا خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في الإشارة إلى الصراعات السياسيّة القادمة، فقد أشار عليه السلام إلى عدّة
أحداث، منها:
غلبة الأندلس على أفريقية، وغلبة الحبشة على اليمن.(7)
فالأندلس إشارة إلى الغرب واستعماره للشعوب المستضعفة في أفريقيا، فضلاً عن غلبة الحبشة على اليمن، والحبشة هي أرتيريا، والغلبة لا تعني بالضرورة الاستيلاء العسكري، بل للغلبة معالم اُخر، كالنزوح السكّاني _ مثلاً _ لليمن من قِبل الأريتيريّين حينما يجدون اليمن موطناً فكريّاً جيّداً، ومناخاً إصلاحيّاً مناسباً، أي بانضمام جماعاتٍ أريتيريّة إلى تنظيماتٍ إصلاحيّةٍ يمنيّة، ولعل بعض هذه المجموعات تنخرط في دعوة اليماني وتنتصرُ لحركته.
الهوامش
(1) عقد الدرر في أخبار المنتظر للمقدسي الشافعي: 46.
(2) راجع عقد الدرر في أخبار المنتظر للمقدسي الشافعي: 90.
(3) الفتن لنعيم بن حماد: 222- 223.
(4) الفتن لنعيم بن حماد: 222- 223.
(5) ظاهر العبارة أنهم يفتشون عن قبر النبي صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام لنبشه فلم يستطيعوا.
(6) البدء والتاريخ: 2/ 178.
(7) مناقب آل أبي طالب/ ابن شهر آشوب: 2/ 309. بشارة الإسلام: 65



م ن ق و ل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الهداية
الادارة
نور الهداية


الجنس : انثى
عدد المساهمات عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
المزاج المزاج : برتقالي

من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور Empty
مُساهمةموضوع: رد: من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور   من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 07, 2011 5:50 pm



بوركت اناملك عزيزتي

اللهم اجعلنا من انصاره واعونه والمستشهدين بين ياديه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من ثقافة الإنتظار إلى ثقافة علائم الظهور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات أهل البيت والعلماء :: منتدى الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)-
انتقل الى: