هل تسمحي لي بأن أخط بضع كلمات تجول في خاطري ،
فلقد اضطربت عندما رأيتك أمام بصري ،،
وأنت تعانقين السماء ،،
أعشقك بين غياهب ظلمتي ،
أعشقك وأنت متوشحة بوشاح السواد ،
وكأن ألم الخلق تجمع على شاطئك ،
يستسقي من عذب أريجك ماءا من زمزم عطائك ،
ترتعشني لمسة خيوطك المطرزة بحنان الرحمة ،
ومحاطة بنمير السخاء ،
أجد من إتساع مساحات روضك ،
جنة تسع أجنحة الملائكة لتحط على ثرى أرضك الطاهرة ،
وعلى مشارف أبواب مزنك ،
تتجمع أكف الخلائق شاخصة ببصائرها نحو شموخ علوك ،
ويطبقها تمتمت الفيء ،
تسأل ممن بلغها الوصول إلى بوهة غديرك ،
أن يمن عليها من رحماته ،
وأن يفيء عليها من رزقه ، ،،
كلما وقع نظري على إكليل جيدك بأزهاره المتدلية ،
مددت يدي كي أقطف من وروده ،
باقة أضعها بين طيات ضلوعي ،
وأتوسد بها كنبض يساند دقات قلبي ،
كلما طفت حول دانيتك ،
زادني الوله إلى ملامسة جسدك الطاهر ،
لأضع قلبي على حجر الرحمة
ليزيل من ساحته سواد الذنب ولينير باحته بضياء المغفرة ،،
أنت امتداد لأرض وضعنا أجسادنا بين حبر حروفها ،
إلى سماء مرصعة بنجوم الرحمة
وأفواه العباد متبتلة بكلمات الدعاء ،
تصعد إليها كي تبلغ ساحة الجنان ،،
تتناقلني الأكف عبر وشيج كمدي
وتأخذني إلى حيث ساحة رفدك ،
لترمقني بعين زمزم والصفا ،
وتحوطني بكنف ثوبك المطرز بألق الرحمة ،
تستبقني روحي التي بين جنبي
إلى الشخوص في سرادقات شعاعك الممتد إلى السماء ،،
فما إن أصل وأضع قدمي على أول عتبات عرشك ،
أجدني أحمل الأخرى بأن لا تقع ، وكأني أطير بدون جناح ،
فيا لمسة تشتاق لريها النفوس ، ويا همسة تستأنس بنسيمها
أرواح أكفها متضرعة لنيل الفيء ،،